الأحد، 1 أغسطس 2010

نساء من عهد المصطفي

تروي لنا أمنا عائشة رضي الله عنها أن امرأة جاءت إلى النبي عليه السلام تشتكي زوجها، فيما يبدو أنه تقصير تجاه الزوجة في المعاشرة الجنسية، قالت الزوجة: (ولم يكن معه إلا مثل الهُدْبة، فلم يقربني إلا هَنة واحدة، ولم يصل مني إلى شيء). "والهدبة طرف الثوب الذي لم يُنسج، وهو كناية عن استرخاء الشيء وتدليه".

تذكر لنا الروايات أن زوجها دافع عن نفسه، وأنه غير مقصر معها، فقال: (كذَبتْ والله يا رسول الله, إني لأنفضها نفض الأديم, ولكنها ناشز). "والأديم هو الجلد، وهو كناية عن الحركة الشديدة". وقد تدخل أحد الصحابة مخاطباً أبا بكر وكان حاضراً في المجلس، فقال: (يا أبا بكر ألا تنهي هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فو الله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم).

طبعاً الرسول كان هو النبي والحاكم والقاضي، ومجلس القضاء يتطلب التصريح إن لزم الأمر. وتبسُّم الرسول عليه السلام يدل على تعجبه من وفور عقل هذه التي تشرح وتفصل وتحاجج دفاعاً عن نفسها، كما أنها تضرب الأمثلة وتكني وتستعير.